تكست: السنة الثانية - العدد العشرون - تشرين الثاني 2013






السنة الثانية - العدد العشرون


السبت، 14 ديسمبر 2013

تكست - السنة الثانية - العدد العشرون - قصص قصيرة .....حســـــــــن البحـّــــــــار



حسن البَحّار

رائحة شواء
    في صباح ِ يوم ِ الجمعةِ، من أيام ِ الشتاء ِالباردةِ، خرج َ إبراهيمُ الأعرج ابن الحادية ِ والخمسين َ عاما ً  يبتاعُ كتاباً... 
في الشارع ِ وعلى حين ِ غفلةِ، يقف ُ مداعباً حنكه بإطراف أصابعه متسائلاً لرائحةِ شواء ِ لحم ٍ لذيذة ٍ تلامسُ انفه وتسيل ُ لعابه:                                    
" المْ يكن من الأفضل ِ تناول ُ الإفطار ِ" ؟                   
يقلبُ جيبَهُ وعلى الفور ِ يعدّل ُ من فكرته ِ مندفعا ً يواصل سيره نحو غايته ِ مبالغا ً في مدّ رقبتهِ  للإمامِ، متمتما ًوبصوت ٍ مسموع ٍ كسماع ِ عويل ِ الجوع ِ في جوفه ِ : " لا شيء يثير ُ العقل َ هنا" .
***

الملاك اوسيوس
حطَّ على طاولتي ملاك هكذا فجأة في الليل وأنا منشغل في سطور كتاب الاساطير القديمة وقال لي: - ها، ما تريد؟
-        ...............!!!
بقيتُ صامتاً يلفني الذهول والعجب.... ولوقت طويل احتارت الكلمات في حَلقي حتى قاَل وهو يحرك جناحيه الأبيضين الطويلين يريد الرحيل:
-        عفوا اخطأتُ العنوان !
***



نهارُ الصيفِ وليلهِ
      قبُيل الظهيرة، تَجلسُ الرجال َعلى مقاعد مكتبي، يضعون أَرجلَهم على الطاولةِ، يحركون َأفواههم يتصايحون على بعض قائلين:  "سَنتقدم".
 أُحدق فيِهم بلا مبالاة وأقول: " أمامكم رجلٌ لا يمكن إقناعه".
 عند المساءِ، يجتمع  الرجال نفسهم حولي، يخاطب بَعضهم بعض بنبرة صافرة وقلوب متيبسة يقولون: "ستتحسن أمورنا".
   فلا اسأل متى !!!..
 في آخر الليل وحين ينشر السكون جناحه على المدينة، افرغ من كأسي والقي عقب سيجارتي، أغلق نافذتي وارتمي بجسدي على سريري لأنام مضطربا ً. . . في الصباحِ وأنا أسيرُ إلى مكان عملي أشاهد رجال َعلى رؤوسهم قبعات ملونة، لا ينتمون إلى الأرض، يبدو من نظراتهم المعادية للشمس ِأنهم كارهين الحياة، ترى في عينيهم الرحيل وفي أي وقت...
أقول:" أنهم وحوش"،  فأقول :   "لا يهم .. أنا مثلهم "..
***
صفق القلوب
     كنا نسير على الشاطئ،  مثل نورسين عاشقين أتعبهما الطيران، فوقنا نجم تجمد في لُجة الليل، كنت ُمتهم برغباتي التي لا تذاع، تفضح نظراتي الحانية استسلام يحضن استسلام كنت ُعاشقا كفاية لأن أصبح نفسي ألف مرة حين  قالتْ :  "متى تعود " ؟
 حينها فقط إنحنيت مثل غصن طري  يضاعفها الساعدان ِوالكتفان حد الركوع حتى وصلت بوجهها هكذا يقابل وجهي قلت:  "لا اعرفُ، فاليوم هنا بين المائدةِ  والسحابِ، وغدا ًوعندما يستفيق البحر يأخذني هناك  وحيداً محموما بالغربة والصمتْ، يرميني مثل زجاج  تكسر انات حنينه تحت الإمطار وحيداً ارتجف من البرد ِفي ممر ضيق يسوده الظلام... هناك أتلوى ألماً من الجري وراء ذكريات عينكِ من دفئٍ يلفني مثل  صدرك، فغداً ستومئ الأيادي من خلف الموج تردد نشيد الوداع، غداً سيلعن خافقي القدر، غدا كالعادة تضع  روحي الخضراء اللوم على مهنتي؛  فأنا يا من أسميتك حبيبتي  بَحّاراً، لعنته الوحيدة كلما نزع جلد الفراق على مرفأ جديد  وصفق قلبه للترحاب المهلهل أصابته الوحدة واشتاق إلى الإبحار"..
***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق